أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الثلاثاء ضرورة احترام وحدة وسيادة بلدان منطقة شرق البحر المتوسط وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن ذلك جاء في كلمة القاها السيسي لدى مستهل أعمال قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في العاصمة اليونانية أثينا.
وشدد السيسي المصري في هذا السياق على “ضرورة مراعاة مقتضيات الأمن البحري لكل دولة كونه جزءا من الأمن الاقليمي”.
وجدد تأكيد ما توليه مصر من “أولوية قصوى” لمسألة الأمن المائي وحقوقها في مياه نهر النيل “باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل (سد النهضة) الاثيوبي”.
كما لفت الى أن “ظاهرة الارهاب تستمر كخطر حاضر يحرم شعوب المنطقة من أبسط حقوقها الانسانية وهو الحق في الأمن والعيش الكريم وسط أزمات عابرة للحدود لا تقل خطورة مثل ظاهرة الهجرة غير الشرعية”.
واعتبر السيسي ان الشراكة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص “تعد جسرا من التفاهم والتناغم عبر ضفتي المتوسط وبين مصر والقارة الأوروبية” مشيرا الى أن “مصر تعول على اليونانيين والقبارصة لدعم رؤيتها وشرح مواقفها في الاطار الأوسع للاتحاد الأوروبي”.
وذكر أن آلية التعاون الثلاثي “أسهمت على مدار الأعوام القليلة الماضية في الاتفاق على مشروعات للتعاون في قطاعات الطاقة والسياحة والنقل والزراعة وغيرها”.
وأشار الى أن ثمة آفاقا واعدة لتعزيز روابط التعاون بين الدول الثلاث في عدد آخر من القطاعات الحيوية كالسياحة والبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي “انطلاقا من الحرص المتبادل على الاستفادة القصوى من امكانيات الدول الثلاث ومواردها”.
كما لفت الى ما توليه مصر من اهتمام خاص بتعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مجالات الطاقة معربا عن سعادته لتوقيع اتفاق ثلاثي في مجال الربط الكهربائي بعد ما جرى منذ ايام بإبرام اتفاقيتين لربط الشبكة الكهربائية في مصر مع كل من اليونان وقبرص.
وأكد الرئيس المصري أهمية العمل كذلك للبناء على هذه الخطوة بهدف ايجاد “زخم مواز” فيما يتصل بمسعى انشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من حقل (أفروديت) القبرصي الى محطتي الاسالة ب(دمياط) و(ادكو) المصريتين “تمهيدا لتوريد الغاز المسال من مصر الى اليونان ومنها لاحقا الى كثير من دول أوروبا”.
وذكر ان هذا الأمر “يتسق مع الطموحات المنشودة من تأسيس (منتدى غاز شرق المتوسط) بوصفه كيانا يتم التعويل عليه من أجل حسن التخطيط لمشروعات التعاون الاقليمي وتعظيم استفادة الدول الأعضاء وشعوب المنطقة من مخزون الغاز الطبيعي والثروات الهيدروكربونية بالبحر المتوسط”.
واوضح ان هذا “يتسق كذلك مع قواعد القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول على أقاليمها ومواردها” واصفا القمة الثلاثية بأنها “تعتبر فرصة هامة” لتناول عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل في مقدمتها ملف الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط.