قال سفير سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ اليوم الثلاثاء إن الارتقاء بالوضع الإنساني في بلاده يتطلب توفير حلول مستدامة لدعم السوريين خاصة بعد الزلزال مشيرا إلى أن الكارثة أضافت عبئا على الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ عام 2011.
وأوضح صباغ في كلمته في إطار مناقشات الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة إن تلك الحلول تتمثل في زيادة حجم وكم مشاريع التعافي المبكر بما يقلل من الاعتماد على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ويوفر ظروف عودة كريمة وطوعية للنازحين واللاجئين إلى مناطقهم.
وأضاف أن الزلزال دمر مئات المباني والبنى التحتية والمرافق الخدمية وتسبب بوقوع آلاف الضحايا والجرحى وجعل عشرات الآلاف بلا مأوى مشيرا إلى أن الحكومة السورية حرصت على تقديم التسهيلات اللازمة كافة لوصول المساعدات الإنسانية وعمال الإغاثة إلى كل المناطق المتضررة.
ولفت السفير السوري إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في سوريا منحت موافقات مفتوحة لتسهيل وتسريع إجراءات دخول إمدادات الإغاثة الطارئة لدعم المتضررين بما في ذلك فتحها لمعابر حدودية بقرار سيادي لتسهيل الاستجابة الإنسانية في المناطق المتضررة.
وأعرب عن استعداد بلاده للترحيب بعودة كل لاجئ سوري من خلال تعاون الحكومة السورية مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لتحقيق هذا الهدف.
وحول الجولان السوري المحتل قال السفير بسام صباغ إن المبدأ الأساسي الذي أكد عليه ميثاق الأمم المتحدة هو احترام سيادة واستقلال الدول الأعضاء ووحدة وسلامة أراضيها مشددا على أن أي وجود عسكري غير شرعي على أراضي أي دولة ذات سيادة هو “انتهاك صريح” لهذا الميثاق ومخالفة واضحة للقانون الدولي.
وأشار إلى ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين والجولان السوري منذ عام 1967 في بنائها للمستوطنات وتغيير للتكوين الديمغرافي والهيكل المؤسساتي واصفا إياها ب”أبشع أشكال الانتهاكات الجسيمة لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني”.
وذكر السفير السوري في هذا الصدد أن هذا العام شهد تصعيدا خطيرا “للممارسات الإجرامية الإسرائيلية والتي بلغ عدد ضحاياها أعلى مستوى لها”.
واتهم الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب “المزيد من المجازر” وتصعيد عدوانه العسكري وقصفه الصاروخي المتكرر للمدن والموانئ والمطارات المدنية السورية الأمر الذي عرض أراوح المدنيين وسلامة الطيران المدني للخطر وأعاق عمليات الأمم المتحدة الإنسانية.
ودان بأشد العبارات تلك “الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية” واستنكر ما وصفه ب”الصمت من قبل بعض الدول التي تنصب نفسها حامية للقانون الدولي ولقانون حقوق الإنسان”.
وتطرق سفير سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى القمة العربية التي عقدت في مايو الماضي في جدة في المملكة العربية السعودية لافتا إلى أنها حققت إنجازا كبيرا.
وأضاف صباغ أن “القمة أعادت للموقف العربي ألقه وللعمل العربي المشترك زخمه وأكدت من خلالها الدول العربية على دعم سوريا في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها”.