Connect with us

Hi, what are you looking for?

علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة تكشف وجود مواد بلاستيكية دقيقة في دماء وقلوب البشر

المواد البلاستيكية الدقيقة وصلت إلى داخل جسم الإنسان بسبب الطعام والماء والهواء الملوث

أجرى باحثون من جامعة نيو مكسيكو دراسة للتحقيق في وجود المواد البلاستيكية والجزيئات الدقيقة في الجسم.

وخلصت الدراسة إلى وجود هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة داخل أجزاء من جسم كل كلب وإنسان خضع للاختبار، إذ أجريت الدراسة على 70 مشاركًا.

وتضاف نتائج هذه الدراسة إلى مجموعة كبيرة من الأدلة والدراسات السابقة التي تشير إلى دخول قطع بلاستيكية دقيقة إلى جسم الإنسان من خلال الطعام والماء والهواء الملوث.

المواد البلاستيكية الدقيقة

تعرف المواد البلاستيكية الدقيقة “اللدائن الدقيقة” بأنها قطع صغيرة من البلاستيك لا يتجاوز طولها 5 ملم، وتُولد نتيجة التخلص من المنتجات الاستهلاكية وتحللها، بما في ذلك الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وعبوات حفظ المواد الغذائية، والكريات البلاستيكية – التي تستخدم في صناعة التغليف، وقطع غيار السيارات، ولعب الأطفال – وغيرها من العناصر.

عندما يتم التخلص من المواد البلاستيكية المستعملة، إما عن طريق إلقائها في المحيط أو التخلص منها في مكبات النفايات، فإنها تتحلل إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة.

تدخل هذه المواد البلاستيكية الدقيقة مصادر المياه البشرية عبر مسارات الصرف الملوثة، التي تحملها إلى البحيرات والأنهار ومصبات الأنهار، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون في جامعة برينستون أن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن إطلاقها في الغلاف الجوي عندما تنفجر فقاعات تحتوي على جزيئات بلاستيكية على سطح المحيط. وهذا يعني أن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تلوث الماء والهواء، ما يزيد من فرص تعرض الإنسان لها.

عن طريق المواد الغذائية

يمكن أن تدخل اللدائن الدقيقة إلى جسم الإنسان بطرق أكثر مباشرة، وغالبًا ما يكون ذلك من خلال الطعام.

اكتشف علماء صينيون أن آلاف الأطنان من المواد البلاستيكية الدقيقة قد انتهى بها الأمر في الأراضي الزراعية، حيث تمتص المحاصيل بعضها، لتشق طريقها إلى الإمدادات الغذائية.

كما وجد باحثون إيطاليون أن الأسماك المخصصة للاستهلاك البشري تحتوي أيضًا على مواد بلاستيكية دقيقة.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة نشرت في مجلة Journal of Hazardous Materials أن عبوات حفظ المواد الغذائية، وخصوصًا تلك المعرضة لدرجات حرارة عالية، يمكن أن تسرب المواد البلاستيكية الدقيقة إلى الطعام الذي بداخلها.

كشفت دراسة أجراها الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) أن الشخص العادي يتناول نحو 5 غرامات من البلاستيك أسبوعيًا، وهو ما يعادل تقريبًا وزن بطاقة الائتمان. علاوة على ذلك، تشير أبحاث أخرى إلى أن الشخص العادي يتناول ما لا يقل عن 50 ألف جزيء من البلاستيك الدقيق سنويًا.

ويعتقد أن هذا العدد يرتفع بشكل ملحوظ بالنسبة للأفراد الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة فائقة المعالجة، وفقًا لما أفادت به صحيفة الغارديان.

داخل جسم الإنسان

في عام 2022، حقق الباحثون في هولندا اكتشافًا رائدًا من خلال العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان لأول مرة لنحو 80% من الأشخاص الذين خضعوا للاختبار.

بالإضافة إلى ذلك، اكتشف العلماء الصينيون الذين أجروا أبحاثًا على الأشخاص الذين خضعوا لجراحة القلب أيضًا جسيمات بلاستيكية دقيقة في قلوبهم العام الماضي.

كما كشفت دراسة نُشرت في 15 مايو/ أيار عن اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في الأجهزة التناسلية للرجال.

كانت النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي صدرت مؤخرًا، التي اكتشفت جزيئات بلاستيكية دقيقة في الجهاز التناسلي لكل من البشر والكلاب، مفاجأة للباحثين.

أعرب الباحث الرئيسي للدراسة، جون يو، عن صدمته خلال حوار أجراه مع الراديو الوطني العام، مشيرًا إلى أنه لم يتوقع العثور على مثل هذا الانتشار المرتفع للمواد البلاستيكية في الجهاز التناسلي الذكري. ورجح أن تكون هذه النتيجة مرتبطة بالانخفاض العالمي في خصوبة الرجال، لا سيما من حيث عدد الحيوانات المنوية.

ووصفت مديرة مركز البحوث البيئية والترجمة بالمركز الصحي، تريسي وودروف، البحث بأنه “إنذار تنبيهي لصانعي السياسات”.

تأثير هذه الجسيمات في الصحة

في حين أن التأثيرات الكاملة طويلة المدى للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في صحة الإنسان لا تزال غير معروفة إلى حد كبير، فقد ربطت العديد من الدراسات البحثية بين هذه الجسيمات ومخاوف صحية مختلفة.

تشمل بعض المخاطر التي تم تحديدها التهاب الرئة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، واضطرابات التمثيل الغذائي، والتسمم العصبي، واضطرابات الغدد الصماء، وزيادة الوزن، ومقاومة الأنسولين، وانخفاض الصحة الإنجابية.

بداية الاهتمام بتتبع المواد البلاستيكية الدقيقة

نشرت اول دراسة للمخلفات البلاستيكية الموجودة في المحيط في عام 1972 عندما اكتشف العلماء لأول مرة جزيئات بلاستيكية صغيرة وسط المحيط الأطلسي، حسبما أفادت مجلة Oceanography.

دفعت هذه النتيجة الأولية الباحثين إلى البدء في تتبع المخلفات البلاستيكية بشكل أكثر منهجية من خلال شباك الجر السطحية.

ومع ذلك، كان اكتشاف “رقعة نفايات المحيط الهادئ الكبرى” في عام 1996 – أكبر تراكم للنفايات البلاستيكية في المحيط المفتوح – هو الذي حفز إجراء تحقيقات علمية جادة في تلوث المحيطات.

على مدى العقدين الماضيين، أدت الاكتشافات المتزايدة للحطام البلاستيكي إلى جانب حملات التوعية العامة إلى جعل قضية تلوث المحيطات في مقدمة الاهتمامات البيئية.

في عام 2012، توصل الباحثون إلى اكتشاف مهم يشير إلى أن غالبية التلوث البلاستيكي في المحيط يتكون من قطع صغيرة غير مرئية في كثير من الأحيان تعرف باسم اللدائن الدقيقة.

منذ ذلك الحين، كرّس العلماء جهودهم البحثية لفهم أصول هذه المواد، وكيفية انتقالها عبر أنظمة المياه، وكيفية دخولها إلى أجسام الكائنات الحية وتأثيرها فيها، وتأثيرها العام في النظم البيئية، كما هو مفصل في مجلة Oceanography.

قطاع البتروكيماويات

أكد أستاذ علم الأحياء البحرية ومدير المعهد البحري بجامعة ميموريال، ريتشارد طومسون، أن أبحاثهم أثبتت باستمرار وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في بيئات مختلفة في جميع أنحاء العالم.

وذكر أن دراساتهم كشفت عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في كل عينة من رمال الشاطئ، بغض النظر عن الموقع، سواء كان ذلك في أستراليا أم آسيا أم أوروبا أم أميركا الشمالية أم الجنوبية.

بالإضافة إلى ذلك، امتدت تحقيقاتهم إلى مواقع متنوعة مثل أعماق البحار، وجليد القطب الشمالي، والجهاز الهضمي لمئات الأسماك من القناة الإنجليزية، ووجدوا باستمرار تلوثًا بالبلاستيك الدقيق في جميع هذه المناطق.

ووفقًا للأمم المتحدة، يتم إنتاج 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا.

وبحسب دراسة نشرت عام 2020 وأبرزتها قناة CNBC، فإن شركات البتروكيماويات هي المسؤولة بشكل أساسي عن النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

وكشفت الدراسة أن أكثر من نصف النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في العالم تأتي من 20 شركة بتروكيماويات، مع تحديد شركة إكسون موبيل باعتبارها المساهم الأكبر.

علاوة على ذلك، أبرزت الدراسة أن 90% من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد يتم إنتاجها من قبل 100 شركة فقط على مستوى العالم.

قد يعجبك أيضا

دوليات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الاثنين، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت ست طائرات مسيرة فوق مناطق بيلجورود وفورونيج وليبيتسك خلال الليل. وقال...

اقتصاد

تحقق شركة “أديداس” الألمانية للأدوات والمستلزمات الرياضية، في الوقت الحالي في مزاعم فساد في الصين، بعد تلقي رسالة من مجهول تكشف عن وجود انتهاكات...

دوليات

قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اليوم الاثنين إن الحلف يجري محادثات لنشر المزيد من الأسلحة النووية وإخراجها من المستودعات ووضعها في...

دوليات

أعلن الأردن أن قواته المسلحة نفذت اليوم الأحد، أول أيام عيد الأضحى المبارك 3 إنزالات جوية جديدة على جنوب قطاع غزة، بمشاركة مصر. وتأتي...

حقوق النشر والطبع محفوظة لـ "ذا برس". بعض المواد الإخبارية مصدرها وكالات أخبار عالمية.