انحسرت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 40% في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفق ما نقلت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا عن بيانات وكالة أبحاث الفضاء، الثلثاء.
وقالت سيلفا للصحافيين خلال حديثها في فعالية في العاصمة برازيليا إن البيانات الجديدة “مهمة للغاية” لأنها تأتي بعد تراجع في وتيرة انحسار الغابات بنسبة 50% في عام 2023. ولم تقدم الوزيرة أرقاماً مفصلة.
وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية الأولية التي أتاحها المعهد الوطني لأبحاث الفضاء حتى 28 مارس/ آذار أن الغابات في منطقة الأمازون انحسرت بمقدار 492 كيلومتراً مربعاً خلال هذه الفترة، وهو انخفاض بنسبة 41.8% على أساس سنوي.
وراهن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي بدأ فترة رئاسته الجديدة، من ثلاث ولايات غير متتالية، في عام 2023، بسمعته الدولية في مواجهة التحديات المتعلقة بإزالة الغابات في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية، وتعهد بإنهاء مشكلة إزالة الغابات التي تتم بشكل غير قانوني بحلول عام 2030.
خلال العام الماضي، تمت إزالة 5153 كيلومتراً مربعاً من أكبر غابة مطيرة في العالم في البرازيل، مما يشكل انخفاضاً بنسبة 49.9% مقارنة بعام 2022 وتعتبر هذه المساحة هي الأدنى منذ عام 2018، رغم أنها لا تزال أكبر بمقدار ستة أمثال مساحة مدينة نيويورك الأميركية.
وفي عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو، تسارعت وتيرة التدمير في غابات الأمازون.
وصرحت سيلفا الثلثاء أن الحكومة تعتزم استثمار 730 مليون ريال برازيلي، نحو 145.87 مليون دولار، في إجراءات لمكافحة إزالة الغابات في 70 مدينة برازيلية كانت السبب وراء ما يقرب من 80% من عمليات إزالة غابات الأمازون في عام 2022.
وأضافت أن البرازيل تعمل أيضاً على إعداد مقترح لإنشاء صندوق عالمي يهدف إلى تمويل الحفاظ على الغابات. وأملت أن تكون الأموال متاحة بحلول موعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب30 الذي ستستضيفه البرازيل في عام 2025.
وتابعت أن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية حصلت على تأييد من إندونيسيا والكونغو وغانا للصندوق وأجرت محادثات مع النروج وبريطانيا وألمانيا وفرنسا كي يقدموا ضمانات لدعم الصندوق.
احتراق رئة العالم
دق علماء جرس الإنذار للتحذير من تبعات الجفاف والحرارة الناجمين عن تغير المناخ وعوامل أخرى من شأنها أن تهدد بانهيار منظومة غابات الأمازون، التي تعتبر رئة العالم، المطيرة الخصيبة في قارة أميركا الجنوبية، وذلك في دراسة خلصت إلى أن نصف الغابات تقريباً قد تمر بمنعطف خطير بحلول 2050.
وكتب الباحثون في الدراسة المنشورة في دورية Nature العلمية “يزداد تعرض المنطقة لضغوط غير مسبوقة بسبب درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع وحالات الجفاف الشديد وإزالة الأشجار والحرائق، حتى في الأجزاء النائية أو التي تقع في قلب المنظومة”.
وقدر الباحثون أن عشرة إلى 47 % من الغطاء النباتي الحالي في الأمازون سيكون معرضاً لهذه العوامل الضاغطة المجتمعة بحلول 2050.