تشهد محادثات المناخ في مصر “كوب 27″، اليوم السبت، حالة من الفوضى بعد أن قال رئيس شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي، فرانس تيمرمانز، إن التكتل “مستعد للانسحاب” حال عدم إحراز تقدم في الإبقاء على الهدف المتمثل في الحدّ من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
انتقد “تيمرمانز” الطموح الذي أبدته الرئاسة المصرية للمحادثات في مدينة شرم الشيخ الساحلية، قائلاً إنها أخفقت في تقريب العالم من مستهدف مناخي رئيسي سيوقف المزيد من الظواهر الجوية القاسية التي تضرب البلدان الضعيفة. في حين أن النتيجة الإيجابية لاجتماع “كوب 27” لا يزال يمكن تحقيقها، قال “تيمرمانز” إن هناك مخاوف بشأن القضية الأكثر إثارة للجدل في هذه المحادثات وهي إنشاء آلية تمويل للخسائر والأضرار.
من المحتمل ألا تقدم مسودة القرارات الجديدة التي تم نشرها بعد ظهر، اليوم السبت، الكثير لتخفيف حدة مخاوف الاتحاد الأوروبي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم الدول تعهدات جديدة بشأن المناخ.
كان هناك تقدماً بشأن آلية تمويل الخسائر والأضرار، إذ يذكر أحدث نص للمسودة على إنشاء صندوق في سياق “ترتيبات التمويل” الأخرى، وهو الأمر الذي نال ترحيب جنوب أفريقيا، الصوت الرئيسي المعبر عن البلدان النامية.
لكن تهديد “تيمرمانز” يعرض المحادثات للخطر، نظراً لأن المقابل المالي لصندوق الخسائر والأضرار كان طموحاً بشكل أكبر في إطار الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تعد محادثات المناخ حالياً في الوقت الإضافي بالفعل، بعد أن كان من المقرر أن تنتهي أمس الجمعة.
جاء التهديد بالانسحاب بعد محادثات في وقت متأخر من الليل قدمت فيه الرئاسة المصرية مسودة نص للوفود لبنود فردية على جدول الأعمال بشأن الخسائر والأضرار والجهود المبذولة لتعزيز التخفيف.
قال مسؤول كبير إن الرئاسة سمحت للتكتل بتحليل النص لمدة 20 دقيقة في الساعة 1:30 صباحاً بالتوقيت المحلي في غرفة خاصة. وأضاف المسؤول أن العملية كانت غير معتادة إلى حدٍّ كبير، بناء على الانتقادات الشديدة الموجهة للتعامل مع القمة.
ذكر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه كون المناقشات الجارية خاصة، إن المسودة كما هي، لن تطلب من الدول وضع أهداف مناخية جديدة أو تحديث خططها الوطنية للإبقاء على الاحتباس الحراري عند مستهدف 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس.
قال ستيفن جيلبولت، وزير البيئة وتغير المناخ الكندي: “لا يمكن أن يكون هناك أي تراجع عن 1.5 درجة مئوية”. وأضاف: “لا يمكننا مغادرة شرم الشيخ بالتخلي عن إمكانية الإبقاء على 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، ونحن الآن قلقون للغاية من أن هذا هو ما يتم اقتراحه”.
لا يزال التقدم بشأن آلية تمويل الخسائر والأضرار سبباً للتفاؤل لدى بعض البلدان المتقدمة.
قال وزير المناخ النرويجي، إسبين بارث إيدي: “نحن جميعاً على استعداد للمساهمة في صندوق الخسائر والأضرار.. لقد أصبح بمثابة تحول رائع، فجميع المانحين التقليديين جاهزون عملياً للمشاركة في الصندوق، ولكن علينا العمل ليصبح حيز التطبيق وعلينا التأكد من أنه يمثل مزيجاً متنوعاً من الحلول”.
دعا عدد من الدول بما في ذلك الهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الجزرية الصغيرة إلى التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري. ترى تلك الدول أن ذلك يمثل تحسناً عمّا اتفقت عليه الدول المشاركة خلال “كوب 26” في غلاسكو العام الماضي – لخفض طاقة الفحم بلا هوادة.
حتى الآن، لم تظهر تلك النقطة في أي من مسودات النصوص التي قدمتها مصر، بما في ذلك النص الذي تم بعد ظهر يوم السبت.
قال “تيمرمانز”: “إنَّ الاتحاد الأوروبي متحد في طموحنا للمضي قُدماً والبناء على ما اتفقنا عليه في غلاسكو.. رسالتنا إلى الشركاء واضحة: لا يمكننا قبول تجاوز معدل 1.5 درجة مئوية هنا واليوم”.
تخبط مؤتمر الأطراف
قال رئيس القمة ووزير الخارجية المصري، سامح شكري للصحفيين، اليوم السبت، إن رئاسة الاجتماع السابع والعشرين لمؤتمر الأطراف عملت طوال الليل على جمع وجهات النظر من مختلف البلدان والتوصل إلى نص يوازن بين جميع الآراء.
أضاف “شكري”: “أشارت الأغلبية الساحقة من الأطراف لي أنهم يعتبرون النص متوازناً، وأنه يشكّل تقدماً قد يؤدي إلى توافق في الآراء”.
تابع: “لكل طرف الحق الكامل في الانضمام إلى توافق أو عدم الانضمام إلى توافق الآراء”.
جاء دفاع “شكري” وسط موجة من توجيه أصابع الاتهام من جانب المندوبين والمراقبين في المؤتمر، الذين كانوا بالفعل يستعدون لانهيار محتمل في المحادثات التي قد تدمر الثقة في عملية مفاوضات المناخ متعددة الأطراف.
“أخشى أن يشهد اليوم البداية في لعبة إلقاء اللوم لأقول إن هذا المؤتمر ينهار، وفشلنا ليس فقط في الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، ولكن فشلنا في الحفاظ على العملية المتعددة الأطراف لتكون قادرة على الاستمرار في اتخاذ قرارات أفضل للمضي قُدماً”، حسبما قال سيمون لويس، أستاذ علوم التغيير العالمي في كلية لندن الجامعية.