أكد نائب محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، شوان تشانغينغ، أن انهيار بنك سيليكون فالي يعكس خطورة تحركات معدلات الفائدة عالميًا، ويُظهر أن التحولات السريعة في السياسة النقدية بالاقتصادات المتقدمة لها آثار خطيرة في الاستقرار المالي.
قال تشانغينغ، خلال منتدى إدارة الأصول العالمي في بكين، إن بعض المؤسسات المالية قد اعتادت إدارة ميزانياتها العمومية في بيئة تتسم بانخفاض مستويات الفائدة، وبالتالي فإنها تفتقر إلى القدرة على التكيف مع التقلبات الكبيرة في الأسعار خلال فترات قصيرة، حسبما ذكرت صحيفة شنغهاي سيكيوريتيز نيوز المملوكة للدولة.
أوضح نائب محافظ بنك الشعب الصيني، أن خصائص الميزانية العمومية لبنك سيليكون فالي، جعلته أكثر حساسية لتغيرات مستويات الفائدة وقادته في النهاية إلى المخاطرة.
وأضاف: “بناء على الوضع الحالي، لا نستطيع أن نتنبأ بما إذا كان التضخم في الاقتصادات المتقدمة الرئيسية سينخفض على المدى القصير أم لا، كما أن الاستمرار في الحفاظ على معدلات الفائدة المرتفعة قد يؤثر سلبًا في العمليات الثابتة للنظام المصرفي والمالي”.
54 مليار دولار خسائر سوقية
انخفضت أسهم أكبر 10 بنوك أميركية من حيث القيمة السوقية بنسبة 2% أو أكثر لكل منها يوم الجمعة، فقد خسرت 54 مليار دولار من القيمة السوقية، في حين عانت أسهم البنوك الإقليمية انخفاضات عميقة، يتصدرها انخفاض سهم First Republic بنسبة 33%، ما أدى إلى محو مكاسب القطاع الواسعة ليوم الخميس.
قال كبير الاقتصاديين في Vanguard، جو ديفيس: “سيكون هناك تقلبات مالية في بعض الأحيان في الأشهر المقبلة، حتى لو حاول المشرعون الإيحاء باستقرار مالي واسع النطاق”.
ماذا يحدث في الأسواق المالية؟
عانى النظام المصرفي العالمي من سلسلة من الصدمات خلال الأسبوع الماضي، بعد انهيار بنك سيليكون فالي في كاليفورنيا. وأثار ذلك المخاوف من بداية أزمة مصرفية أخرى، ما يضع البنوك المركزية في مأزق في خضم محاولاتها مكافحة التضخم مع ضمان الاستقرار المالي.
في الولايات المتحدة، كان بنك سيليكون فالي أول قطعة دومينو تسقط، تلاه بنك “سيغنيتشر” Signature في نيويورك يوم الأحد، فيما يتجمع أكبر المقرضين في وول ستريت لإنقاذ البنك الثالث First Republic Bank بعد انهيار أسهمه، إذ قاموا بضخ 30 مليار دولار (25 مليار جنيه إسترليني)، بحسب صحيفة الغارديان.
في أوروبا، أعلن بنك كريدي سويس اقتراضه 50 مليار فرنك سويسري (53.7 مليار دولار) من البنك المركزي السويسري، في حركة استباقية لتعزيز السيولة، ليحل أزمة الثقة التي أدت إلى انخفاض سعر أسهمه، بحسب الغارديان.
يقدم الاحتياطي الفيدرالي، البنك المركزي الأميركي، أسبوعيًا تفاصيل المساعدات الطارئة التي يقدمها للبنوك الأميركية على مدار السبعة أيام.
في الأسبوع الماضي، ارتفعت المساعدات من 15 مليار دولار إلى 318 مليار دولار، ويزيد هذا الرقم كثيرًا على المساعدات المقدمة في بداية الجائحة التي بلغت 130 مليار دولار، فيما يقل عن المساعدات التي قدمها البنك في ذروة الأزمة المصرفية في عام 2008، التي بلغت 437 مليار دولار، بحسب الغارديان.